عدو صديقي لا صديق عدوي

عدو صديقي لا صديق عدوي

ما أن نشأت إسرائيل عام ثمانية وأربعين ( الصنيعة البريطانية الثانية ) حتى تشابهت مواقفها مع مواقف الاخوان المسلمين ( الصنيعة البريطانية الأولى ).

فالحرب التي شنتها جماعة الاخوان المسلمين على نظام الرئيس الخالد جمال عبد الناصر ، لم تقل ضراوة عن الحرب التي شنتها " الامبريالية " ضد العروبة ... فتفتقت عقلية لندن عن ابتداع " بعبع " آخر يسرق شعبية القوميين ... فوجدوا ضالتهم بالاسلام السياسي.. والطفل الذي خلقته بريطانيا في ذلك الوقت ( الاخوان المسلمون ) ضد عبد الناصر صار شاباً ( حماس ) واشتد عوده في حربه ضد الوطنية ونظام ياسر عرفات.

مواقف إسرائيل وحماس ( الصنيعتان البريطانيتان ) تقاطعت لتعلن كل منهما لاءاتها التي لا تقبل مساومة ... لا لمنظمة التحرير لا للدولة الفلسطينية بحدود دائمة لا للمبادرة العربية للسلام لا للمفاوضات لا لقرارات الشرعية الدولية لا لياسر عرفات وأخيراً وليس آخراً لا لأبو مازن.

أمين سر كتلة حماس البرلمانية النائب مشير الحبل ( الذي يسمي نفسه مشير المصري ) قال إن مغادرة عباس لموقع الرئاسة لا أسف عليه، لأن عباس كان يشكل دوماً عائقاً.

وقال الحبل / المصري إن الشعب الفلسطيني سيجد الشخصيات الكثيرة التي تشكل بديلاً عن أبو مازن .. مستدركاً أن مصير أبو مازن دليل على فشل مشروعه السياسي .

فرحة الحبل بقرار أبو مازن عدم الترشح لولاية ثانية لم تضاهيها سوى فرحة أرييه إلداد النائب عن حزب الاتحاد القومي الديني الصهيوني الذي قال نفس كلمات مشير الحبل : " لا أسف على رحيل أبو مازن ... الشعب الفلسطيني سيجد من هو أفضل منه لأنه كان يشكل عقبة ".

وأضاف إلداد: " أبو مازن هو ألد أعداء إسرائيل وسياسته أخطر على إسرائيل من حماس فهو يقنع العالم أنه معتدل ولكنه يدير أخطر حملة على إسرائيل فبينما تتكلم حماس بعدائية تجاه إسرائيل فإنها تعزل الشعب الفلسطيني وتحاصره فتقوى إسرائيل أما أبو مازن فهو يقنع العالم بوجهة النظر الفلسطينية ويعزل إسرائيل".

موقفا النائبين اليمينيين الحبل وإلداد ضد أبو مازن شكّلا إمتداداً لسياسة إسرائيل والاخوان المسلمين ضد عبد الناصر.

لطالما قالت حماس إن أبومازن صديق لإسرائيل ... إسرائيل عدوتنا .. فصديق عدوي عدوي ... لنكتشف متأخرين أن حماس تسير وفق منطق عدو صديقي عدوي .. عدو إلداد عدوي.

نزار الغول / رام الله