منتديات فلسطيني و أفتخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات فلسطيني و أفتخر

منتديات أبو عمار .. منتديات الوحدة الوطنية الفلسطينية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 روايات وقصص .. الذي يحب الطيور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
bent-falastine
عضو متميز
عضو متميز
bent-falastine


الجنس : انثى
البلد البلد : فلسطين
عدد المساهمات : 16
نقاط : 28
تاريخ التسجيل : 07/12/2009

روايات وقصص .. الذي يحب الطيور Empty
مُساهمةموضوع: روايات وقصص .. الذي يحب الطيور   روايات وقصص .. الذي يحب الطيور Icon_minitimeالأربعاء يناير 06, 2010 5:12 pm

روايات وقصص

الذي يحب الطيور


26 - 12 - 2009
نِكوزر بالادي


قصة الكاتب الإيطالي: نِكوزر بالادي - ترجمة: يحيى عبد القادر الأمير.

ككل مرة عندما أشعر بالوحدة وبأنني بعيد عن العالم الذي أحيا به كنت أعتزل في متنزه صغير يقع في ضاحية المدينة. كان ثمة الكثير من السكون وكان بوسعي أن أستمع إلى روحي الباكية. كنت شديد الحزن لكوني لم أكن أستطيع الهروب من الفقر ومن تلك الحياة التعيسة التي تخلو من السعادة. كنت أشعر على كل الأحوال بسعادة وحيدة في ذلك المتنزه الذي يحوي الكثير من الطيور التي كان تغريدها وتحليقها الرائع بحرية يبعدان عني الحزن قليلاً. كنت أُخرج من جيبي الخبز، طعامي اليومي، وأتقاسمه معها. وكانت الطيور تتجمع حولي وتأكل بشهية عارمة فتات الخبز. ثم تصعد إلى رأسي وعلى ذراعيَّ وتبدأ بلحن غناء شجي يلج أعماق قلبي. وهكذا كنت أجد القوة للمضي قدماً عبر دروب الحياة.

في أحد الأيام عندما كنت أُطعم الطيور سمعت صوتاً وكأن أحدهم كان يطأ العشب. أدرت نفسي فرأيت عينين كبيرتين زرقاوين ترمقانني بسعادة كبرى وانتابني إحساس بأنها تدخل فؤادي وتمسحه بحنان.

يا للعجب الكبير! لم تفزع الطيور ولم تحلق بعيداً. إنها فتاة جلست على العشب أمامي وكان يبدو وكأنها ساحرة قادمة من عالم الأساطير والخرافات. كان صوتاً دافئاً عندما سألتني عن اسمي. أجبتها أنه ليس لي اسم وبأنني الذي يحب الطيور وتحليقها بحرية.

- "يجب أن تكون روحك جميلة، أيها الذي يحب الطيور! أنا أتبعك منذ وقت طويل واليوم فقط وجدت الشجاعة للقدوم والتحدث إليك. يسرني جداً أن نكون أصدقاء".

وعلى الفور استيقظ الفقر في داخلي وبدأ يضرب بقدميه ويصرخ ويواصل تعذيبي. لقد كان غيوراً لأنني تمكنت من نسيانه. كنت مضطرباً فقمت ثم ودون أن أتفوه بكلمة هربتُ. هربت والخجل في روحي فليس من حقي أن أعشق فتاة بهذا الجمال. خلّفت ورائي طيوري المحبوبة وتلك الفتاة التي يبدو أنها قرأت ما في قلبي. شعرت لدى هروبي وكأنني سمعت الكلمات التالية: "عليك أن تأتي إلى هنا غداً سأكون بانتظارك".

لا أدري كيف وصلت إلى سقيفة ذلك البيت المهجور، ملجأي. ارتميت فجأة على السرير وبدأت أبكي بكاء يائساً.
لم أنم في ذلك اليوم فقد كنت أفكر بتلك الفتاة التي كانت مثلي تحب الطيور وتحليقها بحرية.
في مساء اليوم التالي عدت إلى المتنزه ووصلت إلى مكاني العزيز وأنا أخفي نفسي وكأنني لصّ.

لم يكن هناك أحد ولا حتى الطيور التي ذهبت للنوم. وجدت ظرفاً وُضِع على العشب. أعانني ضوء القمر على قراءة هذه الكلمات المكتوبة بخط جميل: "إلى الذي يحب الطيور". وضعت الظرف في جيبي وفتحته فقط عندما وصلت إلى السقيفة. كانت بداخله رسالة قرأتها على ضوء الشمعة. كانت تلك الفتاة تعرف كل شيء عني و كأنها أُرسلت من حياتي. وكانت الرسالة تنتهي بهذه الكلمات التي لم أنسها قط: "ليس بمقدورك تغيير قدرك. أتيت لكي أغيّره. أحببتك لروحك الجميلة، أيها الذي يحب الطيور!".

بدأت ببكاء الحزن ذاته دون حدود إلى الأبد. ثم أحرقت الرسالة على لهب الشمعة لكنني سرعان ما ندمت. لملمت الرماد في صندوق صغير وكأنه شيء مقدس وغالٍ. جميع المشاعر النقية موجودة الآن ضمن بقايا الرماد. يا رماديَ الغالي. عندما أدرت نظري في الغرفة الصغيرة رأيت طرداً صغيراً وكنت أعلم أنه يحتوي على بذور أزهار.
قالت لي العجوز التي قدمتها لي سابقاً أن التراب الذي ستُزرع فيه البذور يجب أن يُمزج ببعض الرماد. لم أعد أطيق الانتظار، فتحت الطرد الصغير لكن البذور بدت كلها جافة؛ فقط بذرة واحدة صغيرة ما زالت حية. خرجت على الفور وملأت كأساً بلاستيكياً بالتراب الممزوج بالرماد وبهذا الحماس وضعت البذرة الصغيرة.

مضى أسبوعان كانت روحي تتخبط خلالهما ما بين الأمل والتشاؤم ولكن أخيراً ظهر برعم دقيق من بين التراب. كانت تلك الإشارة إلى أن حياتي الحزينة تلك ودون تفسير منطقي وجدت الطريق إلى السعادة.

ما الذي حصل بعد ذلك؟ كانت الفتاة تنتظرني في نفس المكان وكانت الطيور تمشط شعرها الأشقر كالقمح. كانت نظرتها نحوي تبدو وكأنها جمعت فيها كل حب العالم: "هل أحضرت الزهرة يا أيها الذي يحب الطيور؟ قدرك يقول إنه بمساعدة من حبي ستولد زهرة حياتك من جديد".

انقضت أعوام كثيرة لا أحد يعرف كيف حدث ذلك. في حديقة بيتنا هناك العديد من الأزهار والكثير الكثير من الطيور. حياتنا وحتى هذه الساعة كانت أغنية رائعة وكان حبنا تناغماً أبدياً.

أشعر أن باب الحديقة يُفتح وذراعان غاليتان تعانقانني، والرأس ذو الشعر الأبيض كالثلج يستند على كتفي. إنها هي، إنها مثلي تحب الطيور وتحليقها بحرية.

lararima@live.it
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
روايات وقصص .. الذي يحب الطيور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الطالب الذي أبكى المديـر....للمعلمين
» شكل الفاكهة والخضروات يشير إلى العضو الذي يفيده

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات فلسطيني و أفتخر :: منتدى المنوعات :: منتدى الشعر و الآدب-
انتقل الى: